أبي أنسى ..
مثل ما انتَ تبي تنسى ....
وأبي أشتاقلك وأقسى
وأبي حتى المسا لأمسى ......
ينسّيني ..
تصدق ليلة البارحْ
مشيت لموعدك فالأمسْ
وكانت صورتك ..لوحة على عيني ..
تناديني
وتحجب عن جفوني الشمسْ
وقفْتِ اشويْ
وغسَّلت البحر بيديْ
وذقْت الملح ..
ماهنا فرق..
بين الملحْ وفراقكْ
بين الموت وعناقكْ
ماهنا فرقْ
بين الليل لاليَّل على بابكْ...... وبكَّاني
وبين الوقت فغيابك تولاَّني
تصوَّر ..يوم ذقت الملح ماهْنا فرق
بين إني أكون انتَ
وبين إنك تكون آنا
بين الموت ضحَّكنا وبكَّانا
بين الحلم ..نادانا وخلاَّنا..
ماهنا فرق .. تصور يوم ذقت الملح ..ماهنا فرق
بين الصوت في موتي
وبين الموت في صوتي
ماهنا فرق
بين إني ألم الورد فيديني
وبين إني نثرت الورد فوق قبور لانامت تصحّيني
تصور يوم ذقت الملحْ ماهنا فرق
بين الخوف في جوفي
وبين الجوف من خوفي
صار الكل متوحِّد بطعم الملحْ
صار الصبح ..ما هو صبحْ
صار الجرح ينبت جرحْ ..
صدقني وقفْت شويْ
ونشَّفت البحر بيْدَيْ
وشفت الملح بشفاتي
بعد ماذقت طعم الملح ..صرت أخاف من ذاتي
سرت أسرد حكاياتي ..لعبراتي
وأنادي من ورا صوتي خيالاتي ..
أبيك ألحين ..
أبي أَلْمَسْك في عيني ..ولا يحرق عيوني الملحْ
وأبي ألقاك وسط الليل .. ساعةصبحْ
صدقني ..وقفت شوي ..
وحسّيت البحر يسري على رجليْ
وقفت شوي .وناديتكْ ..
متى ترجعْ ؟
متى هذا البحر يسمع؟ !!
وأنا جيته ثمان سنين
وسطعشر شهر ..وألحين
يبي يرحلْ ..وأنا توي عرفت الفرقْ
بين إني أكون انتَ
وبين إنك تكون آنا .
تصدق يوم شفْت الفرق
عرفت إن البحر صادقْ ..وماهْنا فرقْ ......!!!
للشـاعر
ابــراهيـم الـوافي